القائمة الرئيسية

الصفحات

هام لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه: تمارين الإحماء قبل الكتابة

تمارين الإحماء قبل الكتابة لرسائل الماجستير والدكتوراة



هناك اثنين من الطرق المساعدة على الكتابة سواء للأجزاء النظرية بالرسالة أو المناقشة للنتائج، كثير منا يجد معاناة في البداية عند الكتابة لأي جزء بالرسالة حتى وإن كان على معرفة واسعة بما كتب من قبل حول موضوع رسالته.. والكتابة العلمية تتشابه مع الكتابة الأدبية في كونها تحتاج لأن يكون هناك تسلسل في الأفكار(مع الوضع في الاعتبار اختلاف الكتابة العلمية عن الأدبية)، بحيث عندما يقرأ أحدهم رسالتك يستطيع أن يتعرف على المنطق والتبريرات لكل خطوة أو قرار اتخذته في الرسالة ويقتنع به، لماذا اخترت هذه المتغيرات دون غيرها للدراسة؟ ولماذا هذه الفئة من المجتمع؟ ولماذا هذه الأدوات هي الأنسب لدراستك؟ لماذا توصلت إلى هذه النتائج وتفسيراتك للاختلافات أو النتائج الشاذة والاستثناءات التي ظهرت عند تحليلك للنتائج؟، دائما يحتاج الباحث إلى أن يكون هناك سيناريو منطقي لما يكتبه، ولا يمكن أن نصل إلى سيناريو منطقي ومكتمل إلا بعد ترتيب أفكارنا ترتيبا جيدا في تسلسل منطقي، ومن الطرق التي تساعدنا على ذلك:

١- طريقة الخريطة الذهنية Mind mapping، أو عمل clustering تجميعات للأفكار أو النتائج أو التفسيرات أو حتى العناصر الفرعية التي تندرج تحت كل عنصر من عناصر الرسالة (مثلا: مقدمة الدراسة، يتفرع عنها عدة عناصر فرعية، أولا فقرة جاذبة (السنارة التي تجذب بها القارئ نحو أهمية موضوعك وتدفعه لاستكمال القراءة) وهي قد تكون إحصائية حديثة أو قضية رأي عام أو حادث أو مقولة لأحد العلماء .. مثلا في دراستي استخدمت مقولة لأحد المفكرين، وربطتها بفقرة حول موضوع دراستي.، ثم تبدأ في التحدث بشكل عام عن متغيرات وموضوع دراستك وتربطها بالحياة العامة وكيف أن له تأثير في الجوانب الاجتماعية والنفسية للناس، وحبذا لو تذكر أمثلة سواء من الواقع المعاش أو تؤكد على كلامك من خلال افتراضات علماء آخرين (وطبعا تذكر توثيق للمراجع التي حصلت منها على تلك الافتراضات)، ثم بالتدريج تبدأ في فقرة تركز بشكل أكبر على موضوع دراستك ولماذا هذه الفئة تهتم بدراستها، ولماذا موضوع دراستك من المهم تناوله في هذه الفترة الزمنية أو المرحلة التاريخية الراهنة بصفة خاصة، ثم تعقيب وبناءا على ما سبق فإن الدراسة الحالية تتناول ... موضوع دراستك... /هذا مجرد مثال ليس إلا .. على التسلسل في كتابة مقدمة الدراسة كأحد العناصر المكونة للدراسة.


ويمكن تمثيل هذه الأفكار والتسلسل في النقاط لكل عنصر من عناصر الدراسة من خلال الخريطة الذهنية، أو عمل دوائر كبيرة وصغيرة تظهر فيها الأفكار الرئيسية والفرعية وترتيبها حسب التسلسل المنطقي الذي سنكتب به. الصور المرفقة للتوضيح.

٢- يأتي بعد الطريقة السابقة، طريقة أخرى مكملة لها، وتساعد على تدفق الأفكار وكثافتها والاستطراد لها بسلاسة ومرونة، وهي طريقة الكتابة الحرة Free writing- بعد أن قمت بتصنيف الأفكار أو النقاط التي ستكتبها في كل عنصر من عناصر الدراسة ، حسب الأفكار أو النقاط الرئيسية ، والأخرى الفرعية، ثم كتابة فقرة خاتمة أو تعقيب، الآن يجب أن تكتب تحت كل فكرة رئيسية أو فرعية عدد من الفقرات التي توضح تلك الفكرة الرئيسية أو الفرعية.في تسلسل منطقي، ومن الطرق التي تساعدنا على ذلك "الكتابة الحرة" التي تقوم على النقاط التالية:

- اكتب بشكل حر، لمدة ١٥ دقيقة.

- اكتب كل ما يدور في ذهنك على الورق او الكيبورد.

- اكتب كل شيء وكل الأفكار بصرف النظر عن الأخطاء اللغوية أو حتى الترابط المنطقي بين الجمل والفقرات أو حتى عن تسلسها، لأنك لاحقا ستقوم بقراءة كل ما كتبت مرة اخرى وتقوم بترتيب الأفكار التي كتبتها من قبل حسب التسلسل الذي يخدم بحثك.

- ليس من المهم في البداية ان يكون لديك دلائل واضحة أو حجج منطقية على أفكارك، فقط اكتب تلك الأفكار قبل أن تطير، ثم لاحقا ستقوم بتفنيدها وتنقيتها ومناقشتها في ضوء النتائج أو الكتابات السابقة للعلماء والكتاب والباحثين الآخرين.

- لذلك تتبع الأفكار الخاطفة والأفكار الغير مكتملة أو لم تتضح بعد، والتي ترد إلى ذهنك فجأة بخصوص دراستك أو نتائجها، واكتبها فورا في نوته ضعها دائما إلى جانبك، وكن منفتحا على أفكارك، فلا تقمعها بحجه أنها بعيدة عن المنطق، أو أنها تختلف عن ما توصلت له من نتائج..، لأن مثل تلك الأفكار ومناقشتها قد تكون مفتاحا لفهم أعمق لموضوع دراستك، أو تعبر عن حالات أخرى يمكن أن تكون عليها نتائج دراستك في ظروف أخرى مختلفة عن تلك التي قمت فيها بدراستك.. ومناقشتها تعطي مصداقية وثراء أكبر لنتائج دراستك.

-لذلك اكتب في هذه المرحلة بشكل حر، ولا تهتم لأي شيء، لأنه لن يرى أحد آخر هذه المسودات التي تكتبها، فالهدف من هذه الكتابة أن تساعد الباحث على الكتابة لاحقا بشكل مرتب ومتسلسل في الأفكار وبشكل متعمق وأكثر تدفقا في الكتابة.

- في النهاية بعد انتهاء مرحلة الكتابة الحرة تبدأ مرحلة "الكتابة المركزة"، بأن تقوم مرة أخرى بقراءة كل ما كتبت من أفكار، ثم تقوم بترتيب هذه الأفكار وفق تسلسل منطقي، ثم تبدأ بمرحلة تدعيم ما كتبت من خلال المراجع والدراسات السابقة أو النظريات أو الإحصائيات. وقد تقوم بإعادة صياغة الجملة أو الفقرة أكثر من مرة حتى تبدو متناغمة ومتسقة، لا بأس من ذلك.

تعليقات

التنقل السريع